رسائل فى الوعي: البناء العقدي في مواجهة التطبيع
الرسالة الخامسة
لقد فرضت اتفاقيات "السلام" الخليجية مع إسرائيل تحديات جديدة على مختلف الصعد والمجالات تصل حد التهديدات التي تستهدف وعي الأجيال القادمة، وذلك باعتراف رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو" بتاريخ 13 سبتمبر، عندما زعم أن السلام مع الإمارات والبحرين سوف يكون "مختلفا وحارا وعلى مستوى الشعوب".
ولتحقيق هذه الغايات المرفوضة، فإن الإعلام ومناهج التعليم سوف تكون ضحية العلاقات المشبوهة مع دولة الاحتلال، بصورة سوف تجعل من إسرائيل هي الصديق والفلسطينيين هم العدو. وها نحن نشهد اليوم، كيف أن جارتنا قطر التي نتداخل معها في علاقات قبلية وعشائرية وأسرية، وتركيا التى يربطنا بها علاقة الإخوة الإسلامية أصبحتا هما الخصمين والعدوتين وإسرائيل هي الصديق!!
لذلك، فإن الأجيال الخليجية القادمة سوف تكون عرضة لهجمة إعلامية وتعليمية مركزة من جانب الحكومات المطبعة، وهو ما يتطلب في المقابل بناء مصدات عقائدية لتحصين أبنائنا وأجيالنا من الغزو التطبيعي القادم بصورة جارفة.
في تصورنا، ولمواجهة هذا التحدي الإعلامي والتعليمي فإن على الآباء والمؤسسات المختلفة المعنية بمقاومة التطبيع أن تعلي شأن الإعداد العقائدي لأجيال الأمة في مواجهة محاولات غسل الدماغ وحرف المسارات، وسيكون عليها التركيز في كشف مواصفات الشخصية اليهودية الصهيونية المحتلة على أساس من هدي القرآن الكريم.
فقد أكد الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل أن اليهود هم قتلة الأنبياء، إذ قال: "وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ". (البقرة:61).
فكيف يمكن للمطبعين أن يثقوا بقتلة الأنبياء ويقيمون معهم "سلاما" وتاريخهم كله مبني على البغي والعدوان سواء على الأنبياء أو على مختلف الأمم.
وكشف القرآن الكريم أيضا، أن اليهود أعداء شرسون للمؤمنين، قائلا: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا". (المائدة: 82).
فهل يمكن أن نأمن جانب من قرر القرآن أنهم أعداء للمسلمين والمؤمنين مهما حاولوا إظهار خلاف ذلك؟!
وبدفع من طباعهم الشريرة، ارتكب اليهود الصهاينة أبشع المجازر بحق إخواننا فى فلسطين، من مجزرة دير ياسين واللد وصبرا وشاتيلا، وما مجزرة الحرم الإبراهيمي عنا ببعيد، فضلا عن مواصلة المجازر في كافة حروبهم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، واستمرار حصارهم لغزة منذ 14 عاما متواصلة أستشهد خلاله الآلاف بسبب العوز وانعدام الخدمات الصحية والمياه ومقومات الحياة المناسبة.
نعم أيها القاريء الكريم، لقد قتلت عصابات اليهود في مذبحة دير ياسين 250 فلسطينياً مسلماً، ومثّلوا بأجسامهم، وقطعوا أوصالهم، وبقروا بطون النساء الحوامل بمراهنات بينهم على التي تحمل ذكراً أم أنثى؛ فيبقرون بطون الحوامل للتحقق من مضارباتهم ورهاناتهم، فذبحوا أكثر من 50 طفلاً؛ وقطعوا أطرافهم أمام أمهاتهم واجتزوا رقابهم، وتعاملوا مع المسلمين يومها بوحشية لا نظير لها، وأظهروا عقيدتهم البربرية، التي تنظر إلى الآخرين على أنهم حيوانات وهم "شعب الله" المختار، وقد سجل العالم كل ذلك، وهم يرددون شعاراتهم المعادية "محمد مات مات خلف بنات"!
ولا يستهدف اليهود الصهاينة الفلسطينيين في أذاهم، وإنما كل شعوب العالم أيضا، وقال الله عز وجل: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ". (المائدة:64).
فهل يمكن أن نصدق أن من وصفه الله بالسعي بالفساد وإشعال الحروب والفتن، أنه يكون طرفا في سلام أو داعية سلام، خاصة أن عدوانهم وأذاهم لا يزال قائما وواقعا، لا نتحدث عن تاريخ وقع قبل عام أو عامين، بل عدوان لا يزال مستمرا.
وقد نص اليهود على ذلك فى أول برتوكول لهم فى مذكراتهم المعروفة باسم "بروتوكولات حكماء بنى صهيون"، إذ اتبعوا طريق "الفوضى والتحرّريّة والثورات والحروب" لتحقيق مقاصدهم وأهدافهم، ﻓﺨﻴﺮ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ بالنسبة لهم ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺰﻉ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ والبطش والقهر واختراق المجتمعات والسيطرة عليها اقتصاديا وأمنيا وعسكريا وثقافيا.
ويقول منظر الصهيونية "أوسكار ليفي": نحن اليهود سادة العالم ومفسدوه، ومحركو الفتن فيه وجلادوه، على حد اعترافاته المتغطرسة.
فهل، بعد ذلك، يمكن اعتبار اليهود الصهاينة دعاة سلام، أم أنهم يجسدون الصهيونية في أبشع صورها عدوانية وإرهابا وإجراما؟ وهل يمكن طمس هذه الحقائق عن الأجيال القادمة عبر انحراف الإعلام وتحريف التعليم وتسلميهم بأيدينا إلى الصهيونية المتوحشة؟! وهل نساعد الصهيونية بأنفسنا في استغفال أبنائنا وتبييض صفحاتهم الدموية عبر التاريخ؟!